نتنياهو بخيل، طمّاع،

لائحة مندلبليت: نتنياهو بخيل، طمّاع، وتحركه شهوة السلطة

  • لائحة مندلبليت: نتنياهو بخيل، طمّاع، وتحركه شهوة السلطة

اخرى قبل 5 سنة

لائحة مندلبليت: نتنياهو بخيل، طمّاع، وتحركه شهوة السلطة

هآرتس : الوف بن

كُتبت ملايين الكلمات وبُثت عن بنيامين نتنياهو؛ كُتبت سيرة ذاتية عن حياته وحكمه وأُنتجت افلام وثائقية عنه. ولكن لم يصور أي منها سلوك رئيس الحكومة وبلاطه بصورة شفافة مثلما تصورها لائحة الاتهامات التي أرسلها اليه المستشار القانوني للحكومة مندلبليت.

قراءة الوثيقة، التي يمكن تسميتها رواية وثائقية، ترفع ستار الرسمية، والسياسية والحماية التي تغلف رموز الحكم، وتطرح نتنياهو كما يتصرف خلف ابواب صندوق الزجاج في مكتبه وفي مقره الرسمي في شارع بلفور: بخيل، طماع وتحركه شهوة السلطة الجامحة.

قراءة وثيقة مندلبليت تلزم بإعادة كتابة كتب المدنيات والاجتماعيات. يتضح أنه يوجد في اسرائيل سلطة مزدوجة، فوق المنصة تلعب امامنا مؤسسات مثل الكنيست والحكومة والاحزاب ووسائل الاعلام، ولكن السلطات الحقيقية موجودة خلف الكواليس.

هناك تعمل القوى الحقيقية: أصحاب رؤوس الاموال الذين يدخلون على رئيس الحكومة متى يريدون، يوجهون التغطية الاعلامية طبقا لمصالح (الشخص الكبير)، موظفون يعتبرون موظفي دولة ويعملون كخدم للزعيم، سماسرة يربطون بين المال والقوة، وكل ذلك مغلف بتصريحات كاذبة ومناورات مضللة.

النتيجة التي تظهر من كتاب الاتهامات بسيطة: نتنياهو بقي في الحكم اكثر من الآخرين؛ لأنه تشجع اكثر منهم على اغلاق كل زاوية والسيطرة على كل جزئية، ولم يكن مستعدا لقبول أي عائق أو قيد قانوني من اجل تحقيق هدفه. هو يملي كل بيان للاعلام، يحرر المقابلات للتلفاز، يصوغ العناوين عنه وعن عائلته، أي جزئية ليست صغيرة جدا بالنسبة له، وفي الوقت ذاته قواعد تضارب المصالح والادارة السليمة تبدو له كأمر مقلق هامشي مثل العقوبة للمغفلين، ومن يقلقه تتم ازالته عن كرسيه أو تحييده.

مثل الحكم المزدوج، العلني والسري، ايضا نتنياهو يعرض عرضين. من جهة، الايديولوجي الذي اختير من اجل تشكيل «حكومة يمين قوية» لا تتنازل عن «المناطق»، والصديق المقرب لزعماء الدول العظمى الذي يضمن لاسرائيل الامن والازدهار.

من جهة اخرى، ازعر سياسي يرى في كل من يعرضه للخطر مبعوثا لـ»اليسار الخطير»، الذي يتآمر من اجل تحويل اسرائيل المزدهرة الى مقبرة عسكرية. أول من أمس، احتاجت هذه المعالجة المحامية ليئات بن آري والمحامي شاي نتسان اللذان تم ضمهما الى اليسار بسبب توصيتهما بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو على الفساد وتلقي الرشوة. مندلبليت، الذي لطف التوصية، تم عرضه من قبل نتنياهو فقط كخرقة بالية وضحية لـ»اليسار»، وليس صعبا أن نفهم لماذا. الآن الملف موجود في أيدي المستشار، الذي ما زال يمكنه تلطيفه في الطريق الى المحكمة. يجب إهانته بدرجة لا تحوله إلى عدو.

في لائحة الشكوك يظهر أن كل شيء هو عرض، وحتى كل من عرضه نتنياهو كعدو خطير مثل نوني موزيس يمكن أن يكون شريكا في صفقات سياسية، حيث إن الحملة الحقيقية جرت في قنوات خفية، وليس هناك أي أهمية للمبادئ أو الحملة الانتخابية. الأساس أن يبقى بيبي في السلطة كما تعهد، أول من أمس. من أجل ذلك، سيشوه ويخرب كل مؤسسة ومبدأ رسمي. سيسقط نتنياهو في النهاية من الحكم وسيتم استبداله برئيس حكومة آخر، لكن حتى بعد ذهابه، سيكون من الصعب جدا إقناع الجمهور بأن نظام الحكم يعمل بصورة علنية وليس في غرف خلفية ومخادعة. هذا تراث نتنياهو الحقيقي الذي كشفه مندلبليت، أول من أمس، بشكل جزئي.

التعليقات على خبر: لائحة مندلبليت: نتنياهو بخيل، طمّاع، وتحركه شهوة السلطة

حمل التطبيق الأن